اضطر آل امسر ، وهم احد البطون الثلاث التي تتكون منها قبيلة لقفاع ، إلى النزوح إلى منطقة الحضن ، وتحديدا إلى ارض تسمى امعين ، التي تقع جنوب عرب قرية غنة .
وهي ارض يملكها السلطان محمد جعبل العوذلي ، وسمح لآل امسر ان يقيموا فيها ويزرعوها ويستفيدوا مماتنتجه.
كان هذا بعد ان قتل العاقل علوي سالم الدماني ، واتهموا آل امسر بالمشاركة في قتل العاقل الدماني .
اقام آل امسر في امعين فترة من الزمن ، وكان محمد حسين الحديه ، وهو أحد كبار ووجهاء قبيلة لقفاع وممن يديرون شؤونها ومشهود له بذكائه وحسن تدبيره ، كان يرغب في ان يقوم السلطان بمنحهم غنة ، التي لاتبعد كثيرا عن امعين .
وكانت غنة مملوكة اوسبق للسلطان محمد جعبل ان منحها من قبل لقبيلة أخرى .
ورغم علم الحديه وه ان هناك من يقيم في غنة ، إلا انه لم يستطيع إخفاء رغبته فيها ، وافصح عن ذالك للسلطان محمد عن رغبته هذه بكل وضوح، بواسطة بيتين من الشعر تقول :
امعين قدها بعيني
وامعين باتبصر بغنة
لنتوا تبوني طن منها
قدها بنا عشرين.طنة
فجاء رد السلطان محمد جعبل على طلب الحديه سريعا ، وكان رد موجز وبليغ ، ولاعجب في ذلك .
فالسلطان محمد جعبل شاعر متمكن ، ويشهد له الخصوم والموالين له والاصدقاء وكل من عرفه ، بذكائه الشديد وحنكته السياسية وحسن تدبيره لشؤون السلطنة .
حيث قال يرد على ابيات الحديه :
يادي تبا إنسانة مزوج
ماشي لها في الشرع سنة *
وان قلت باتعمد مصاحب
حانف عليها دي يزنه ** .
..............
* انسانة مزوج : يقصد بها غنة ،
شبه ارض غنة بإمرأة متزوجة ، والزوج هم من يقيموا فيها . ولايجوز سرعا ان تطمع في الزواج من إمرأة لاتزال على ذمة رجل غيرك .
** مصاحب : اي عشيق
حانق : غضب
دي يزنه : اي من يعلم بهذه العلاقة الغير شرعية .
ويقصد ان من يقيموا في غنة سيغضبوا من طلبك أرض يقيمون فيها .
.............................
مراجع : الموروث الشعبي العوذلي / صلاح الدوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق