قصيدة رائعة للعاقل / عمر سالم علي الدماني
_ مع كل قصيدة أوزامل يقع بين يديك أويصل إلى مسامعك يشعرك المرحوم العاقل / عمر سالم الدماني عاقل معقلة الدماني بذكائه الفطري ونظرته الثاقبة وبعد رؤيته ، ناهيك عن أحتواء قصائده على ذخائر الحكمة ودرر الكلام .
بين يدينا الآن قصيدة من جيد شعر عمر سالم الدماني ، كونها تحوي الكثير من خصائص شعره .
ففي هذه القصيدة التي قالها في مطلع السبعينيات من القرن المنصرم ، وهو نازح في الشطر الشمالي سابقاَ هو ومجاميع جنوبية نزحوا من اجنوب قبل الاستقلال مثل السلاطين ، ثم المجاميع التي نزحت بعد الاطاحة بالرئيس قحطان الشعبي ، والتي أطلق عليهم فيما بعد مصطلح ( المرتزقة ) .
في هذه القصيدة يعبر عمر سالم عن رفضه المطلق لان يكون حسين عشال هو المسئول عن المعسكر الذي أُنشئ لظم هذه المجاميع الجنوبية ، ويصر على ان يكون الامير جعبل بن حسين العوذلي هو المسئول عنهم .
كما انه يتطرق فيها إلى الدعم السعودي لهذه المجاميع ، ويحذر الرئيس سالم ربيع علي من التربص السعودي بالدولة الجنوبية كي تسقطها .
ويشيد بالقبائل العوذلية عامة ، ودمنطقة دمان خاصة .
عمر سالم الدماني هو أشهر شاعر عوذلي ، بل ان شهرته وذيوع صيته قد تجاوز حدود مناطق العواذل ( كور وظاهر ) ليصل إلى معظم المناطق اليمنية .
فهاهو الشاعر سالم صالح الفطحاني يتزمل مخاطباَ له ويقول :
سلامي لج يالهوج
بتة ومربوعة ومخموسة
يسمعني امعاقل عمر سالم
ذي كلمته عليا وناموسه .
ويقول أيضاَ في موقف آخر مخاطباَ الشاعر كعدان :
ماكنك امعاقل عمر سالم
ذي في الدنايا سارت أخباره .
ظل على مدى عقود ، الشغل الشاغل للناس حاكم ومحكوم ، موضع للإعجاب والخصومة ، تختلف فيه الاجيال ، وحول شعره ونفسه الكبيرة يحتدم النقاش والجدل .
ولد عمر سالم علي عمر الدماني في عام 1910م تقريباَ في منطقة دمان بمديرية لودر ( السلطنة العوذلية سابقاَ ) . وتوفى في عام 1991م تقريباَ .
وله تسعة أخوة يأتي هو الثاني في ترتيبهم من حيث العمر وهم : علوي سالم ، عبدربه سالم احمد سالم ، علي سالم ، الخضر سالم ، محمد سالم ، عبدالله سالم الملقب ب ( امخادم سالم ) ، ناصر سالم ، وصالح سالم الذي توفي في سن مبكرة .
وتولى عمر زمام الامور في معقلة الدماني التي تتألف من قبيلته آل دمان وقبيلة لقفاع وقبيلة الضمج ، بعد مقتل أخوه الاكبر العاقل علوي سالم ، وخاض حروب عديدة طلباَ للثأر ممن أتهمهم بقتله .
تعود أصول آل دمان إلى قبيلة آل داؤد اليافعية .
القصيدة :
سـلامـي صــر مـــن صـفــر الـقـشـر
اربـــع مـيــه وامخـامـسـه ملـيـونـهـا
ياهـل القيـاده ذي عصبـتـوا شـوركـم
تـالـه عليـكـم لات جــو مــن دونـهــا
لامـا تشوفـون الكـسـور الشـاعـره
ذي نـارهـا يـجــري مـــع كبسـولـهـا
واحـنـا علـيـنـا عـــار عـــار القبـيـلـه
ذي مـن عضومـه زاحـفـه يزجونـهـا
ان كـان لامــول قـفـا امتـالـي رجــع
ومسـا يحـكـي لـهـا وهــو ممحونـهـا
شـبـر بعـيـنـه والـفـجـوج اتـبـاعـدت
مــاهــل يعـيـنـهـا وهــــو مـدحـونـهـا
يـاذي شربـت الماء وهـو فـيـه الـوبـا
وامــزرع يـابـس وامسـيـل تسقـونـهـا
فيصـل دفـع مليـون وعـطـا مسلـحـه
ونــتـــوا صـرفـتـوهــا بـلاقـانـونـهــا
يــاذي تقاربـهـا رعــه طــال النـشـب
اوبـــه عـلــى الـمــدات لاتدونـهــا
سـالــم مـنـضـم ذي قـــده من قـومـكـم
لا اديــتــه الــمــده قــــده مفـطـونـهـا
عــاده بــرق ورعـــد وثـــّور جـاهـمـه
والطريـق اعـوج والشّـبـك محدونـهـا
مــزوا طوارفـها وصـفـوا اوسـاطـهـا
لامــا القـلـوب المأسـفـه ترضـونـهـا
وتـذكـروا مــنمــار يابـتـال الـسـلـب
ليـلـة معـاكـم فــي الشـنـف يعدونـهـا
ومحاضنـه والحضـن كلـن لـه سبـب
فــي المـرجـبـه ذي قتـلـهـا قحـونـهـا
الـفــيــد لـهــلــه والــعـــواذل للهدف
قــد سمـهـا فـــي بطـنـهـا معجـونـهـا
مـاشـي مـصـّدر ياعديمـيـن الـبـصـر
بـاترجــح الكـفـه وهــي مازونـهـا
حــتـــى ولا مـفــعــاه مــنـــك ســـابـــده
تتشبــرك بـسنانــهــا وعـيـونـهــا
لامـاتــرا فـرصــه ورعـهــا ذاهــنــه
لاانـتــه تـعـيــن راســهــا مـدفـونـهـا
والـيـوم يـاسـارح غـبــش بـارسـلـك
مــن العاصـمـة صنـعـاء ونامكنونـهـا
واعـبـرطــرق مـتـبـاعـده لامـاتــصــل
لصحـابـنـا قـــل خصـمـهـا مجنـونـهـا
سـلــم علـيـهـم لاضـبــور المحـكـمـه
ذي شــق هـدوهــا وشـــق يبنـونـهـا
ريـت ان عـاد العـيـن زاجــي بالنـظـر
واعدي معاكم حـيـث بــا تعدونـهـا
واذكـــر مـحـمـد والـحـيـور الـمـذربـه
لـــي منـعـكـم لا مـوتـشـي مغبـونـهـا
يالكور وامقدام واخـنـاق الـرقــب
يامقشع معلّى ذي قده مضمونها
كـانـت قبـايـل مــن دمـــان المعـتـلـي
لامـــا خــــذت مــســلاف مـايـدونـهـا
والـيـوم قـالـوا راسـهــا يـرجــع ورا
وتحملـتـهـا نــــاس مــــا بيطيـقـونـهـا
لا يـعـرفـوا مــدخــل ولا مـخـراجـهـم
قالـوا حجـر فـي امحيـد بـي وطونهـا
وامحـيـد مـاهـل لــه نقـاشـه بالبـصـر
مـن ناطـح الشامـخ رعه مجنونـهـا
مابا تدرج لك حجر في مسنده
باتمتحن من عرضها في طولها
ذي مايقيسها وعاده في نسم
مابا تتبع له لاقده مطحونها
يـابـارق الليـلـه مــن الملـحـي نـشـر
محسـن حنينـك يـوم جــاء عفنونـهـا
شاعوفك احمر من نقوس الصيعري
قـم خيلـه يــاذي انــت بــه محنونـهـا
ياحسيـن حملـت الجبـل ظهـر الجمـل
ذي كـسـر اضـلاعــه وهومحـدونـهـا
لايحتـسـن يـبـرك ولايـدحق ســـوى
يــوم القـتـب فــي غـاربـه ممكونـهـا
سـيـت الجـبـل وامكـازمـي واميابـسـي
وامـعـوذلـي ونـتــه لـهــم مسـؤولـهـا
وتبـاعـدت ممـيـاح ومحـبـل انـقـطـب
وانـتـه سـلــم ومـعـوذلـي منصـولـهـا
لاصـاحـبـي جـبـتـه أنـامـسـؤول بـــه
ماشـي يخـصـك بــات قــع معقولـهـا
لاذا يـقــع لــيــه ولاهــــو صـاحـبــي
مسـكـيـن حـالــه بـقـعـتـه مفـنـونـهـا
لابـعـد صلطـنـتـك ولا صـحـحـت لـــك
مـاهــل كـــلام قـــع هـنــا مـقـذولـهـا
يـاعـاصـمـة صـنـعــاء ويـاحـكـامـهـا
هوشـي أمانـه عـاد حــد بــي قولـهـا
بـال انشـد الرايـس وبـن لحمـر معـه
وقــايـــد الـــقـــوات ذي مـزنـونــهــا
لايقبـلـوا لـحـزاب ذي جـابــت غـلــط
للقبيـلـه مــن حـكــم هـــم يشكـونـهـا
لحــرك الـقـوات قــد ذا مــن عـطــل
والجـيـش بـيــده لادعـــا محصـونـهـا
هــــذه قضـيـتـنـا وخــذهـــا غـيــرنــا
جالس علـى كرسـي يخـذ محصولهـا
لـــدي علـيـهـا دم ســـودان الـعـكــب
حـد كسـروا عظـمـه وحــد مدفونـهـا
لامالـقـيـنـا حــــق فـكـيـنــا الـحــنــق
ومـــــاد الله قـــــدره بـــــي كـونــهــا
يـاهـل البـنـادق لاات خـلـوا سـولـكـم
مـــن طـيـهـا ذي رنـجـهـا مـدفـونـهـا
ذي يعجبـيـنـك حـيــث ردات الـشـنـف
لااتـقـابـلـوا ومـيـاحـهـا مـضـنـونـهـا
ختمـتـهـا بـمـشـاط ســـودان الـنـخـر
ذي طابـع المجـزيـن بــه مشحونـهـا
والـثـانـيــه بالله وســيــدنــا الــنــبــي
ذي لامـتـه يشـفـع وهــو مضمونـهـا
.....................................................
شــكـــر وتــقــديـــــر
.......................
أتوجه بالشكر والتقدير للوالد نــاصــــــــــر مــحــمــد كـــعــدان الــقــفــعــي أطال الله في عمره ومتعه بالصحة ، الذي زودني بهذه القصيدة ، وبغيرها من القصائد والزوامل لعمر سالم وغيره من العواذل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق